المذيع: نأخذ ما ذكره الأستاذ حسن الزهراني من ألمانيا، عندما تحل بالأمة مصيبة نجد أننا نجيد فن إلقاء اللوم على الآخرين، لكننا لا نسهم أبداً في إصلاح وبناء أنفسنا.
الشيخ: الحقيقة أنا أذكر تذكيراً عاماً: الآيات التي جاءت في سورة آل عمران وأوحاها الله تبارك وتعالى بعد أحداث أحد مباشرة، وبعد القرح واللأواء والشدة التي حلت بالأمة، وبينهم أفضل الخلق وأكرمهم على الله تبارك وتعالى؛ من أوجب ما يجب أن نتأمله دائماً في كل حدث وعند كل نكبة، ومن ذلك قول الله تبارك وتعالى: ((أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ))[آل عمران:165] ومعنى ذلك: أنه يجب أولاً أن نبدأ بالتفتيش عن الذنب، ولو نظرنا حقيقة لوجدنا الذنوب كثيرة، ولولا رحمة الله لحل الهلاك بنا الآن، الواقع أن العودة إلى الذات، أولاً: عندما أعود أنا إلى ذنوبي أكون فعلاً قد لجأت إلى الطريق القويم، وأكون قد بدأت بالخطوة الأولى التي يجب أن أخطوها، أكون قد حفظت أيضاً لساني عن أن أنتقد غيري، وربما أكون مخطئاً، وهكذا، وهذا لا يعني أن الأمة لا تتناصح ولا تتواصى، لكن إذا بدأنا بهذه الخطوة فإنها بلا شك تحقق ما بعدها من خطوات، وأشكر الأخ حسن على هذا..